سدرة للطب ينشر دراسة رائدة عن الاستجابة المناعية للقاح الحمض النووي الريبي الرسول لكوفيد-١٩

الأخبار

سيساعد بحث عضو مؤسسة قطر في تطوير إصدارات حديثة للقاح وكذلك في علاج المرضى المصابين بحالات كوفيد-١٩ الحادة

19 فبراير 2023، الدوحة، قطر – نشرت مجموعة متحدة من الباحثين بقيادة سدرة للطب (عضو مؤسسة قطر)، دراسة رائدة توضّح تأثيرات لقاحات الحمض النووي الريبي الرسول لكوفيد-١٩، وتحدّد الآليات الجزيئية التي يُمكنها التنبؤ بشدة المرض. وستلعب نتائج البحث دورًا كبيرًا في تطوير إصدارات حديثة للقاح وكذلك في علاج المرضى المصابين بأعراض شديدة من فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة من النوع ٢.

أصبحت لقاحات الحمض النووي الريبي الرسول محورية في السيطرة على كوفيد-١٩ حول العالم، ورغم ذلك فإن ما يُعرف عن الاستجابات المناعية التي تحفزها قليل نسبيًا. تبنت دراسة سدرة للطب أحدث التقنيات والأساليب لفهم الاستجابة للقاحات بشكل أفضل. وتسلط هذه الدراسة الضوء أيضًا على الاختلافات الكبيرة بين الجرعتين الأولى والثانية للقاحات التي أُعطيَت لمليارات الأشخاص حول العالم.

نُشرت هذه الدراسة،التشخيص عالي الدقة الزمنية الذي يلي الجرعات الأولى والثانية للقاحات الحمض النووي الريبي الرسول لكوفيد-١٩، في المجلّة المرموقة Science Advances. وأُجريَت بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية، وجامعة قطر، وشركاء دوليين كاتحاد PREDICT-19 وجامعة جنوة في إيطاليا.

وتُبرز الدراسة أسلوبًا جديدًا يمكنه تقييم المئات من المسارات المناعية والأجسام المضادة (باستخدام مقايسات مصلية مخصّصة) باستخدام كمية قليلة فقط من الدم. يمكن إجراء هذه العملية في المنزل عن طريق وخز الإصبع، وهي عملية مشابهة لطريقة قياس مرضى السكري لمستويات السكر في الدم.

mRNA vaccine

رَصَد الفريق باستخدام تسلسل الحمض النووي الريبي استجابات واسعة النطاق على الجينوم لما يقارب من ٢٠٠٠٠ جين على مدار عشرة أيام بالقرب من توقيت تلقي الجرعتين الأولى والثانية للقاحات الحمض النووي الريبي الرسول. وقد رصدوا يوميًا، باستخدام هذا الأسلوب، الاستجابة المناعية للأشخاص الخاضعين للدراسة الذين تلقوا لقاح الحمض النووي الريبي الرسول لكوفيد-١٩ في سدرة للطب، وقارنوها بالاستجابة المناعية للأشخاص المُصابين بمستويات متباينة في الشدة لفيروس كوفيد-١٩ والمسجلين في وحدات العناية المُركّزة في مؤسسة حمد الطبية ومؤسسات أخرى في إيطاليا (اتحاد PREDICT19). وبشكل عام، حُلّلت أكثر من ٦٠٠ عينة.

وصرّح الدكتور ديفيد بيدونييتي، القائم بأعمال المدير التنفيذي لقسم الطب التحويلي، واالمُعد المساعد في الدراسة قائلًا: لا يزال المجتمع العلمي يسعى للإجابة عن بعض التساؤلات الكبيرة حول كوفيد-١٩ وخصوصًا تلك المتعلقة باللقاح، بالإضافة إلى الأعراض المتنوعة التي يشعر بها المصابون بالمرض. لا ترصد الأساليب السابق استخدامها المعتمدة على المتابعة الأسبوعية أو الشهرية، التغييرات المعقّدة لاستجابة الجهاز المناعي بدقّة. ويوضّح بحثنا مميزات استخدام أساليب جمع العينات بشكل متكرر لفهم الاستجابة المناعية التي يثيرها اللقاح بشكل أفضل. ونأمل أن يكون البحث مفيدًا في تحويل الطريقة التي تُمكّننا من تعقب وتحليل الاستجابة المناعية في الوقت الحقيقي".

وجد الفريق عدة اختلافات في قوة ونوع الاستجابة المناعية التي يتم تحفيزها بعد تلقّي الجرعة الأولى أو الجرعة الثانية من اللقاح. فعلى سبيل المثال، تم الكشف عن استجابة قوية للإنترفيرون بعد يوم واحد فقط من تلقي الجرعة الثانية للقاح، ولكنها كانت أضعف بعد الجرعة الأولى. ومن الجدير بالملاحظة أن نوعًا من الاستجابة للإنترفيرون ، لم يُلاحظ في الاستجابة للقاحات، قد ارتبط بشدة حالة كوفيد-١٩ وبالبقاء لفترات طويلة في العناية المركّزة والمستشفى.

يأمل الباحثون بعد الحصول على فهم أكثر عمقًا لآليات عمل لقاحات كوفيد-١٩ أن يتمكّنوا من تطوير لقاحات أكثر فعالية وأمانًا وتحديد استراتيجيات للعلاج وربما الوقاية من العدوى الشديدة بكوفيد-١٩.

ومن جانبه قال الدكتور خالد فخرو رئيس قسم الأبحاث في سدرة للطب: "يلتزم سدرة للطب بنشر أبحاث عالية الجودة تسهم في تقدم الطب الدقيق في قطر وبقية أنحاء العالم. وتعزز هذه الدراسة من سجل فريقنا الباهر في المشاركة بأكثر من ١٠٠ دراسة لكوفيد-١٩ عالميًا، وتوضّح مهارتنا في نشر أبحاث لها تأثير كبير في التغيير الملحوظ في فهمنا لاستجابة جسم الإنسان المناعية النشطة للقاحات الحمض النووي الريبي الرسول، باستخدام أدوات قد صنعها علماؤنا داخل سدرة للطب".

وقال الطبيب علي آيت حسين، الاستشاري الأول في العناية المركّزة والباحث الرائد في مؤسسة حمد الطبية: "أنا سعيد بتعاون مؤسسة حمد الطبية مع سدرة للطب في هذه الدراسة، فقد سلّطت الضوء على الدور الممتد لشبكة الرعاية الصحية بقطر في التصدّي للتحدّيات الرئيسية المتعلّقة بمكافحة كوفيد-١٩. وتُعدّ نتائج الدراسة مهمة للغاية إذ إنّها تُتيح الفرصة لتحديد المرضى الذين قد يحتاجون إلى علاجات مصمّمة أو مخصّصة لهم، وخاصةً أولئك المصابين بالأعراض الشديدة للمرض".

يتضمّن فريق أبحاث سدرة للطب، الدكتور داراوان رينشاي والدكتورة سارة ديولا (المعدين المشاركين الأولين)، والدكتور ديفيد بيدونييتي، والدكتور جين شارلز جريفيل، والدكتور داميان شوسابيل (المعدين المساعدين).