لن أنسى أبدًا فضلكم، شكرًا من أعماق قلبي على إنقاذ حياة ابنتي

لن أنسى أبدًا فضلكم، شكرًا من أعماق قلبي على إنقاذ حياة ابنتي

مريام تروي قصة ابنتها آلاء وجراحتها الرائدة في مستشفى سدرة للطب. كانت آلاء أول مريضة تُجري جراحة للصرع في المستشفى.

عندما وُلدت ابنتنا الجميلة آلاء، كنا في قمة السعادة والفرح. كنا نراقبها بعيون محبة، وكل تفصيلة عنها كانت تُدهشنا – كل حركة كانت تعني لنا الكثير. كان كل لحظة معها ثمينة لا تُقدّر بثمن.

ولكن بعد عشرة أيام فقط من ولادتها، بدأت نوبات الصرع تظهر عليها. كانت مشاهدتها وهي تمر بهذه التشنجات مفزعة. تم تشخيص آلاء بأنها تعاني من الصرع المقاوم للعلاج، وهو نوع من الصرع الذي لا تستجيب فيه النوبات للأدوية.

كان من المؤلم جدًا أن نراها تمر بنوبات في أي وقت دون إنذار. ومع تقدمها في العمر، زادت مخاطر إصابتها أثناء النوبات. كنا نعيش في قلق دائم، لأن أي شيء مثير – مثل رؤية ألوان زاهية أو سماع صوت لعبة – كان من الممكن أن يسبب لها نوبة. كما كنا نعلم أن هناك نسبة صغيرة من مرضى الصرع المقاوم للعلاج معرضون لخطر الوفاة المفاجئة وغير المبررة أثناء النوم.

معرفة هذه الأمور، ورؤيتها تتألم، جعلتنا – أنا وزوجي – نقضي ليالٍ كثيرة بلا نوم. لم أكن أستطيع أن أغلق عيني دون أن أقلق بشأن ما قد يحدث لها.

عندما قاربت آلاء على عمر السنتين، وبعد عام ونصف من تجربة الأدوية والمراقبة الإلكترونية، أكد لنا فريق من أطباء الأعصاب والجراحين وخبراء التصوير التشخيصي في مستشفى سدرة للطب أن آلاء بحاجة إلى جراحة في الدماغ.

سدرة للطب هو المستشفى الوحيد في قطر المتخصص في طب الأعصاب وجراحة الأعصاب للأطفال. تمكن الفريق من تحديد النسيج غير الطبيعي في الجانب الأيمن من دماغها، وهو ما كان يسبب النوبات. وأكدوا لنا أنهم قادرون على إزالة هذا النسيج بأمان، ويمكن إجراء العملية خلال أسابيع قليلة، وأن الوقت مناسب لإجراء الجراحة.

كانت الجراحة هي الخيار الوحيد لإنقاذ حياتها، لأن الأدوية وطرق العلاج غير الجراحية لم تكن فعالة لحالتها. كنا خائفين جدًا من العملية. كانت هناك مئات الأسئلة تدور في أذهاننا، فهذه جراحة كبيرة جدًا. هل ستكون بخير؟ هل نحن نسرع في اتخاذ القرار؟

كوننا والدين عاملين بدوام كامل، لم نكن قادرين على مراقبتها طوال الوقت. ماذا لو أصيبت بنوبة عندما تبدأ الذهاب إلى المدرسة؟ لقد سقطت بالفعل وجرحت شفتها في إحدى نوباتها. كنا نعلم أنه لا يمكننا الانتظار أكثر.

طلبنا رأيًا طبيًا ثانيًا من أوروبا. كنا بحاجة إلى التأكد من أننا نتخذ القرار الصحيح. وقد كان من المطمئن جدًا أن نُبلغ أن مستوى الجراحة والعناية بحالة آلاء في سدرة للطب يعادل أفضل المستشفيات المتخصصة في أوروبا وأمريكا.

خلال الاستشارات مع الأطباء د. إيان بوبل ود. خالد الخرازي، أُبلغنا أن حالة آلاء ستكون أول جراحة للصرع تُجرى في مستشفى سدرة. وعلى الرغم من أن كِلا الطبيبين أجريا العديد من العمليات المماثلة في مستشفيات أخرى، فإننا كنا لا نزال قلقين. فهي، في نظرنا، كانت المريضة الرائدة في هذا النوع من الجراحة في المستشفى!

وفي النهاية، وبعد الدعاء والمشورة ودعم العائلة، اتفقنا أن آلاء يجب أن تخضع لهذه الجراحة. شعرنا أن من واجبنا كوالدين أن نفعل كل ما بوسعنا لإنقاذ حياتها.

تمت مناقشة كل تفاصيل ما قبل العملية، حيث شرح لنا الأطباء كل خطوة من الإجراءات التي ستُتخذ. كما علمنا أنهم سيستخدمون جهازًا جديدًا لفحص دماغها بعد الجراحة مباشرة وهي لا تزال على طاولة العمليات، للتأكد من إزالة كل النسيج غير الطبيعي. هذا الأمر سيوفر وقتًا ثمينًا ويمنع الأطباء من الحاجة إلى فتح الجمجمة مرة أخرى لإجراء عملية ثانية.

تمت جراحة آلاء في يناير 2018 في مستشفى سدرة للطب. وكان هناك فريق طبي كبير. قضيت كل ثانية من وقت العملية وأنا أردد دعاءً صامتًا: “أرجوك يا رب، احفظ طفلتي. أرجوك اجعلها بخير.”

كانت لحظات الانتظار مؤلمة. كل ثانية كانت تمر كأنها ساعة. ومع مرور الوقت، كنا نجلس وندعو وننتظر. وبعد عدة ساعات، خرج الأطباء وأخبرونا أن الجراحة قد نجحت. تنفسنا الصعداء. لقد نجت طفلتنا. وتمكن الأطباء من إزالة كل النسيج غير الطبيعي المسبب للنوبات.

أقمنا في المستشفى لمدة أسبوعين حيث تمت مراقبتها خلال فترة التعافي. وخلال تلك الفترة، كنا نتلقى رعاية مليئة بالحب والدعم والتفهم. وبعد عودتنا للمنزل، استغرق الأمر بضعة أيام حتى نتمكن من التوقف عن القلق ومراقبتها باستمرار خشية عودة النوبات.

كنا محظوظين وممتنين للعيش في بلد مثل قطر، حيث استثمرت الحكومة في تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية. سدرة للطب لم يكن مثل أي مستشفى رأيناه من قبل. كان كبيرًا، واسعًا، ويضم أطباء وممرضين واختصاصيين يشاركوننا كل خطوة في رحلة العلاج. باختيارنا إجراء الجراحة في قطر، لم نكن بحاجة للسفر إلى الخارج أو أخذ إجازات طويلة من العمل. كنا في بيئة مألوفة ثقافيًا ومريحة لنا كعائلة.

آمل أن تُطمئن قصتنا آباءً آخرين لديهم أطفال يعانون من حالات مشابهة لحالة آلاء، ويبحثون عن علاج في قطر وفي سدرة للطب تحديدًا. لم نكن لنحصل على مستشفى وفريق طبي أفضل، خاصة بوجود جراحين متمرسين مثل د. إيان بوبل ود. خالد الخرازي، وممرضة الأعصاب المتخصصة كاثلين تيتا، التي أصبحت وكأنها فرد من العائلة. لن ننسى لطفها ودعمها أبدًا.

لم نعد نقلق بشأن النوبات، وابنتنا اليوم سعيدة وبصحة جيدة. شكرًا مرة أخرى لفريق سدرة للطب. كما نود أن نعرب عن تقديرنا لمؤسسة قطر على إنشاء هذا المستشفى المتخصص، ونخص بالشكر سمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة سدرة للطب، التي جعلت هذا الصرح الطبي ممكنًا من خلال رؤيتها.

نحن ممتنون جدًا لكل من ساعدنا في هذه الرحلة من العلاج والتعافي والرعاية لابنتنا. لقد غيرتم حياة ابنتنا، وحياتنا نحن أيضًا!