

أول مرة ترى فيها طفلك هي تجربة لا تُنسى. في حالتنا، كانت أكثر من ذلك بكثير، لأننا كدنا نفقد طفلنا.
في 28 ديسمبر 2018، استقبلنا مولودنا الجميل آدم في مستشفى النساء التابع لمؤسسة حمد الطبية. كان كل شيء يسير على ما يرام حتى ذلك الحين. عندما رأيناه لأول مرة، بدا كل شيء طبيعيًا، كان جميلاً جدًا!
لكن بدأ يصدر أصواتًا غريبة. تحولت فرحتنا إلى يأس حين لم نره سوى لبضع ثوانٍ قبل أن يُنقل على الفور في حاضنة إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU). كان رؤية آدم يُنقل بهذه السرعة كسرًا لقلبنا – لم تتح لي فرصة حمله أو لمسه.
اتضح أن آدم وُلد بحالة خطيرة تُعرف بمتلازمة استنشاق العقي (MAS)، وهي حالة حدثت أثناء وجوده في بطني. تحدث هذه المتلازمة عندما يمرر الطفل أول حركة أمعاء ويستنشق جزيئات البراز، مما يؤدي إلى انسداد مجاري التنفس ويُسبب صعوبة في التنفس. وبدون علاج فوري، تكون مخاطر تلف الدماغ أو الوفاة مرتفعة جدًا.
انكسر عالمنا – ما كان من المفترض أن يكون وقتًا سعيدًا للاحتفال بميلاد طفلنا الأول تحول إلى قلق وخوف على حياته.
نصحتنا الفرق الطبية في مؤسسة حمد الطبية بنقله سريعًا إلى سدرة للطب، وهو المستشفى المتخصص للأطفال الوحيد في قطر الذي يضم الخبراء والتقنيات المناسبة لعلاج الأطفال المولودين بمتلازمة استنشاق العقي. فُعلت الإجراءات بسرعة لنقل آدم إلى سدرة.
عند وصول آدم إلى وحدة العناية المركزة في سدرة، تبين أنه يعاني من مشاكل تنفسية حادة وأن الخيار الوحيد لإنقاذ حياته وتقليل خطر تلف الدماغ هو استخدام تقنية متقدمة تسمى ECMO أو تقنية الأوكسجين الغشائي خارج الجسم.
في حالة آدم، ستتولى ECMO وظيفة رئتيه، مما يسمح لبقية أعضائه بالراحة والتعافي من الحالة القابلة للعكس مثل MAS. بدون ECMO، كانت فرصة نجاته 10% فقط، ومع ECMO ارتفعت إلى 85%!
يمكنكم تخيل مدى صعوبة استيعاب كل التفاصيل المتعلقة بإنقاذ حياة آدم والخطوات التي سيخضع لها في ظل حالة القلق والذعر التي كنا نمر بها. كنا محظوظين بالعمل مع فريق ممتاز، من بينهم الدكتور أناند دوليبالا من قسم حديثي الولادة في سدرة، الذي شرح لنا كل المصطلحات الطبية ورسم لنا مخططات تبين العملية. شعرنا بالطمأنينة لأن طفلنا كان يتلقى أفضل رعاية ممكنة.
ظل آدم على تقنية ECMO لمدة أربعة أيام قبل أن يتم تحويله إلى جهاز التنفس الصناعي. وقد تبين أيضًا أنه كان من أوائل المرضى في سدرة الذين خضعوا لتقنية ECMO للرئتين، حيث أن هذه التقنية كانت إضافة حديثة لقسم حديثي الولادة.
عندما تم فصله من ECMO وتحويله إلى جهاز التنفس التقليدي، شعرنا بالراحة لأنه كان يتعافى وخرج من دائرة الخطر. لكن رحلته كانت طويلة حيث بقي في المستشفى ما يقارب الشهر.
طوال هذه الفترة، لن ننسى أبدًا الدعم والرعاية التي تلقيناها من فريق حديثي الولادة والعاملين الاجتماعيين الذين كانوا يوافوننا بالمعلومات باستمرار ويخففون من قلقنا.
وخلال وجود آدم في المستشفى، رغبت في ضمان حصوله على حليب الثدي الذي كنت أغذيه له عبر أنبوب. أشكر مستشارات الرضاعة اللواتي ساعدنني في ذلك، فكان ذلك من الطرق التي شعرت من خلالها بأنني ما زلت متصلة بابني رغم انفصالي عنه بسبب ECMO وجهاز التنفس الصناعي.
عندما حصلنا على الموافقة على خروج آدم من المستشفى، شعرنا وكأن حملاً ثقيلاً قد أُزيح عنا، وكنا في غاية السعادة والفرح لأننا سنأخذه إلى المنزل أخيرًا.
نحن ممتنون جدًا لتوفر هذه التقنية الرائعة ECMO في الوقت المناسب لأنها أنقذت حياة آدم. ولا يمكننا التعبير بما فيه الكفاية عن شكرنا لكل من ساهم من مؤسسة حمد الطبية وحتى فريق ECMO المعجزة في سدرة للطب، الذين راقبوا واعتنوا بآدم على مدار الساعة ولم يفارقوه لحظة.
آدم الآن عمره ثلاثة أشهر، ونحن سعداء بتطوره ونموه السريع. نعود إلى سدرة مرة شهريًا للمتابعة، وكل زيارة تؤكد لنا كم نحن محظوظون ومباركون بوجود مثل هذا المستشفى في قطر مع أطباء متميزين مكرسين لرعاية أطفالنا.
لا أصدق أنه قبل بضعة أشهر فقط كنا نعيش هذه اللحظات الصعبة، واليوم نحن نتنفس الصعداء لأن طفلنا معنا بصحة وسعادة.