

في 6 مارس 2019، أطلق فريق طب العيون في سدرة للطب خدمة جديدة من خلال إجراء أولى عمليات الساد (المياه البيضاء) للأطفال والرضّع.
عادةً ما يتم تشخيص الساد عند الولادة أو في عيادات الفحص الدوري. وعلى الرغم من أن الساد غالبًا ما يرتبط بكبار السن، إلا أن ساد الأطفال قد يكون خلقيًا أو مكتسبًا، ويمكن أن يصيب عينًا واحدة (أحادي الجانب) أو كلتا العينين (ثنائي الجانب). من أسبابه: الاستعداد الوراثي، الاضطرابات الأيضية مثل السكري، أو التعرض لإصابة في العين تؤدي إلى تلف العدسة. وفي بعض الحالات، قد يحدث بشكل عفوي دون سبب واضح.
بالنسبة للأطفال، الذين لا تزال أعينهم وأدمغتهم في طور تعلم الرؤية، فإن أي تشويش في الرؤية يمكن أن يؤدي إلى كسل العين (الغمش). وإذا لم يتم التشخيص المبكر والعلاج المناسب، فقد يؤدي الساد عند الأطفال إلى تكوُّن روابط غير طبيعية بين الدماغ والعين، وهي روابط لا يمكن تصحيحها لاحقًا.
في حالة المريض الأول، وهو طفل يبلغ من العمر أربع سنوات، لاحظت والدته أن عين طفلها بدأت تتحول إلى اللون الأبيض، وهو ما يشير إلى تعكر العدسة بسبب الساد.
شرح د. بيدرو ماتار، الاستشاري الأول، الحالة الأولى قائلاً:
“تم تشخيص الطفل وخضع لعملية الساد في إحدى عينيه. وأثناء التهدئة، تم إزالة العدسة المعتمة وزرع عدسة صناعية مكانها. وفي معظم حالات البالغين، تكون هذه الخطوة كافية لاستعادة البصر. لكن في حالة الأطفال أو الرضع، هناك حاجة لإجراءات دقيقة إضافية تشمل فتح المحفظة الخلفية (posterior capsulotomy) واستئصال الجسم الزجاجي الأمامي (anterior vitrectomy). تُجرى العملية لكل عين على حدة لتقليل الانزعاج وتحقيق أفضل النتائج. وسيتم تحديد موعد العملية الثانية قريبًا.”
المريض الثاني الذي خضع لعملية الساد كان الرضيع ياسر حريري، البالغ من العمر تسعة أشهر. وقد عبّر والده، كمال حريري، عن امتنانه للرعاية التي تلقاها ابنه قائلاً:
“ما شاء الله، كل شيء كان رائعًا. الأطباء والممرضات قدموا أفضل رعاية لابني وأنقذوا بصره. نحن محظوظون جدًا وممتنون. الله يحفظ قطر.”
من المقرر أن يعود ياسر قريبًا للخضوع للعملية الثانية في عينه الأخرى.
وقال د. عبد الرؤوف كمبوه، الاستشاري الأول ورئيس القسم بالإنابة:
“تُعد هذه العملية دقيقة للغاية وتتطلب معدات خاصة وخبرة متخصصة، إلى جانب عمل جماعي دقيق لتحقيق نتائج إيجابية. وعلى الرغم من التحديات التي واجهناها والإعداد الذي استغرق أشهرًا، إلا أننا نؤمن بأن لدينا برنامجًا قويًا لعلاج الساد لدى الأطفال والرضّع في قطر والمنطقة.”

كما أشار فريق طب العيون إلى أن التأهيل بعد جراحة الساد يتطلب التزامًا كبيرًا من الأسرة أو مقدم الرعاية. ويتضمن ذلك استخدام القطرات العينية بانتظام، والزيارات المتكررة لعيادة العيون، إضافة إلى جلسات إعادة التأهيل مع أخصائي تقويم البصر (orthoptist) لتحقيق نتائج ناجحة على المدى الطويل.