الشلل الدماغي: قصة إنجاز وإلهام في حياة يحيى

الشلل الدماغي: قصة إنجاز وإلهام في حياة يحيى

منذ ولادته، واجه يحيى تحديات الشلل الدماغي، ولاحقاً تم تشخيصه بطيف التوحّد. ومع ذلك، لم تكن رحلته سوى دليل حيّ على أن الإصرار والشجاعة قادران على تخطي أصعب العقبات. في سدرة للطب، تروي قصة يحيى حكاية ملهمة تُذكّرنا بأن القدرات الحقيقية لا تُقاس بما يتحقق بسهولة، بل بالإرادة التي تقف خلف كل تقدم، وبالجهد الذي يصنع كل إنجاز.

من خلال نهجنا العلاجي المتكامل، الذي يجمع بين تخصصات طب الأعصاب، وجراحة الأعصاب، وجراحة العظام، والطب التأهيلي، والعلاج الطبيعي، وتقويم العظام، شهدنا التقدّم المذهل الذي حققه يحيى، واحتفلنا معه بكل لحظة من لحظات تطوره.

وعن هذه الرحلة، قالت والدة يحيى: “كانت رحلتنا مليئة بالصبر والأمل. ما يعتبره الآخرون أموراً بسيطة كالمشي أو اللعب، تطلّب منا جهداً مضاعفاً. لكن ابتسامة يحيى الدائمة وشجاعته الملهمة تذكرنا دوماً بأن القوة الحقيقية تنبع من المحبة والعزيمة. الرعاية التي تلقاها كـمريض، والدعم الذي حظينا به كعائلة، أحدثا فرقاً لا يُقدّر بثمن. لقد شهدنا تحسناً واضحاً في حركته وصحته العامة”.

ومع تحسّن قدراته الحركية، قلّت حاجة يحيى للعلاج الطبيعي، فبدلاً من الجلسات اليومية، أصبح يكتفي بثلاث جلسات أسبوعياً. واليوم، بات قادراً على المشي لمسافات أطول بشكل مستقل، دون الحاجة لأي أدوات مساعدة.

تضيف والدته بتأثر: “لن أنسى أبداً اللحظة التي وقف فيها على قدميه لأول مرة. كل خطوة يخطوها تمثل نصراً حقيقياً. يحيى طفل فضولي، طموح، وعنيد، ويحمل في داخله طاقة هائلة وإمكانات واعدة. نحن فخورون جداً بكل ما حققه حتى الآن.”

يحيى، الذي يبلغ من العمر تسع سنوات، يواصل اليوم دراسته في المدرسة، ويحلم بأن يصبح مسعفاً في المستقبل. حلم يبدو اليوم أقرب من أي وقت مضى.