سدرة للطب يستخدم الأسماك لتشخيص الأمراض البشرية

الأخبار

الدوحة، قطر، ديسمبر 1، 2020:معظم الناس لا يعرفون أن جينات العديد من الأسماك تتشابه إلى حد كبير جدًا وجينات البشر، وأن أسماك الزرد تلك السمكة الصغيرة والبسيطة، تمتلك جينات مشابهة لجينات الإنسان بنسبة 70 في المائة، ما يجعلها كائنًا نموذجيًا لإجراء الاختبارات والأبحاث التي تعزز فهمنا للجينات البشرية وبالتالي فهمنا للأمراض.

هذا تمامًا ما يسعى إلى تحقيقه قسم الجينوم الوظيفي لأسماك الزرد حاليًا في سدرة للطب، عضو مؤسسة قطر، حيث يجري الباحثون فحوصًا من خلال استخدام أسماك الزرد للكشف عن الروابط بين الاختلافات الجينية والأمراض الناجمة عنها.

حين يعاني مريض من أعراض غير شائعة تَحول دون تشخيصه سريريًا بشكل قاطع، فإنه يتم تحويله إلى قسم الفحوص الجينية؛ وهذا يعني أن الفحوصات الجينية تكون الخيار في الحالات التي لم يتمكن الطب من تشخيصها رغم إجراء فحوص دقيقة وفقًا للأعراض الظاهرة والأمراض المحتملة.

Laboratory research

تساعد نتائج الاختبارات الجينية في تحديد بعض الاختلافات الجينية التي لم تُسجل من قبل. كما إن الكشف عن وجود اختلاف جيني جديد لا يُعد دليلًا كافيًا على كونه سببًا في الأعراض التي يعاني منها المريض.

لذلك يتم إرسال هذه البيانات إلى قسم الجينوم الوظيفي لأسماك الزرد لإجراء البحوث اللازمة، من خلال استخدام هذه البيانات لبناء نموذج من السمك يحاكي الاختلافات الجينية عند المريض، ثم دراستها لمعرفة علاقتها بالمرض.

Fish lab Sidra

يجري القسم بشكل أساسي الأبحاث حول حالات الأطفال النادرة كالتشوهات الخلقية والاضطرابات العصبية وأمراض القلب والأوعية الدموية.

قالت الدكتورة سحر دعاس، مديرة المختبر في قسم الجينوم الوظيفي لأسماك الزرد في سدرة للطب: "عندما نجد اختلافًا جينيًا أو طفرة جينية، لا نستطيع إبلاغ عائلة المريض أن هذا هو سبب مرض طفلهم، حيث لا يمكننا الجزم بهذا. لذلك فإن إعادة إنشاء هذا الاختلاف الجيني في نموذج الزرد يبين لنا مدى صحة هذا افتراضنا من عدمه، مما يساعد العائلات على فهم ما يحدث لطفلهم بشكل أفضل، ويساعد الأطباء كذلك على تحديد العلاج المناسب وطرق التعايش الفعّالة مع المرض".

وما يجعل أسماك الزرد مثالية لإجراء مثل هذه البحوث، إلى جانب صغر حجمها وسهولة الحصول عليها، هو أن نسبة كبيرة من تركيبتها الجينية تحاكي الأمراض البشرية.

بالنسبة للدكتورة دعاس، فإن أبرز الحالات التي استقبلها سدرة للطب هي حالة اضطراب عصبي صعبة ونادرة جدًا ولم يسجّل منها سوى 50 حالة حول العالم. بعد مراجعة التاريخ الطبي للعائلة، وجد الأطباء في سدرة للطب أن والدة الطفل كانت تشكو من قلة حركة الجنين أثناء الحمل، ولم يتم تحديد هذه الشكوى في أي من الحالات الأخرى، مما حثّ الباحثين على إعادة إنشاء الاختلافات الجينية لدى الطفل في نموذج الزرد للبحث عن هذا العرض الفريد.

بعد إنشاء نموذج الزرد، وجد الباحثون أن الاختلافات الجينية تسبب خللًا في الدماغ بالفعل، وتقلل المهارات الحركية ووظيفة العضلات في مراحل مبكرة جدًا من النمو. على الرغم من أن هذه الحالة لم تُقدم الكثير في سبيل حسم العلاج، إلا أنها ساعدت الأطباء على فهم الأسباب وراء المرض وتقديم المشورة المناسبة للوالدين حول كيفية التعامل مع الحمل في المستقبل وطلب المساعدة في وقت مبكر.

يستخدم سدرة للطب أيضًا سمك الزرد في إجراء بحوث حول السكري والسرطان وأمراض القلب عند الأطفال. ووفقًا للدكتورة دعاس، فإن هذه الأسماك مناسبة لإجراء بحوث حول أمراض عديدة، وقالت: "إن هدفنا الآن هو الكشف عن الطفرات الجينية الأكثر شيوعًا بين الأطفال وفهم أسبابها. بينما نجري بحوثًا حول الأمراض والطفرات التي تظهر عند النساء الحوامل والأجنة في الأرحام، نأمل أن ندرس أيضًا مشاكل العقم في المستقبل".