مستشفى سدرة للطب يُجري أولى جراحات الصرع للأطفال

مؤسسة قطر تقدم علاجًا ورعاية منقذة للحياة للأطفال المصابين بحالات عصبية معقدة
الدوحة، قطر، 13 مارس 2019 – نجح مستشفى سدرة للطب في إجراء عمليتين جراحيتين كبيرتين في الدماغ لطفلين مصابين بالصرع، خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام. وتمثل هذه العمليات إنجازًا طبيًا جديدًا يُضاف إلى سلسلة من المحطات التاريخية التي حققها المستشفى في قطر منذ افتتاحه لقسم التنويم قبل عام واحد فقط.
أُجريت أول عملية جراحية لطفلة تبلغ من العمر عامين في جناح التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء الجراحة (IMRIS) في مستشفى سدرة للطب. يُعد سدرة للطب من بين قلة من مستشفيات النساء والأطفال في المنطقة التي تمتلك جناحًا مخصصًا للأطفال مزودًا بهذه التقنية، بالإضافة إلى عدد من التخصصات الفرعية الرائدة مثل أمراض الأعصاب، جراحة الوجه والجمجمة وجراحة التجميل، جراحة المسالك البولية، وأمراض القلب للأطفال.
كانت الطفلة آلاء تعاني من صرع مقاوم للعلاج، يتسبب في نوبات متكررة غير قابلة للسيطرة يوميًا، مما يزيد من خطر إصابتها خلال النوبات. لم تكن حالتها تستجيب للأدوية المضادة للصرع أو للعلاجات غير الجراحية الأخرى. كما أن المرضى المصابين بالصرع المقاوم معرضون أيضًا لاحتمال الوفاة المفاجئة غير المبررة أثناء النوم، وهي حالة نادرة ولكن يزداد خطرها مع التقدم في العمر.
اشتملت الاستشارات ما قبل الجراحة على تصوير تشخيصي باستخدام الطب النووي والأشعة، لتحديد النسيج غير الطبيعي في الجانب الأيمن من دماغها والذي كان مسؤولاً عن النوبات.
تم تحويل آلاء للجراحة العصبية من خلال عيادة جراحة الصرع متعددة التخصصات التابعة لقسم طب أعصاب الأطفال في سدرة للطب. تتكون هذه العيادة من خبراء في مجالات طب الأعصاب، جراحة الأعصاب، الطب النووي والأشعة.
قاد العملية فريق مكون من 21 متخصصًا طبيًا وجراحيًا، بقيادة رئيس قسم جراحة الأعصاب للأطفال الدكتور إيان بوبل والجراح الدكتور خالد الخرازي، واستغرقت العملية عدة ساعات، منها ساعة كاملة خصصت لاستخدام جهاز الرنين المغناطيسي أثناء الجراحة.
قال الدكتور إيان بوبل، الذي انضم إلى سدرة للطب في أواخر عام 2018 من مستشفى فرينشاي في بريستول ويختص بجميع جوانب جراحة الأعصاب للأطفال: “كانت جراحة آلاء معقدة للغاية، حيث شملت أيضًا مراقبة كهربائية لضمان عدم التأثير على المناطق المرتبطة بالحركة في الدماغ. وبعد إزالة النسيج غير الطبيعي، قمنا بفحص دماغها فورًا باستخدام الرنين المغناطيسي للتأكد من عدم بقاء أي أنسجة غير طبيعية. قدرتنا على إجراء مثل هذه الجراحة المتقدمة تعكس المستوى العالي من الخبرة التي نتمتع بها في قطر، بالإضافة إلى استثمار الحكومة في تقديم رعاية صحية متطورة وعالية المستوى.”

وقالت والدة آلاء:
“نحن ممتنون للغاية لأن ابنتنا حصلت على فرصة إجراء هذه الجراحة المنقذة للحياة في قطر. في البداية، كنا قلقين جدًا من خضوعها لعملية كبيرة في هذا العمر الصغير. لكننا أدركنا أن التأخير في العلاج سيعرضها لمزيد من الخطر. طلبنا رأيًا ثانيًا من أوروبا، وشعرنا بطمأنينة كبيرة عندما قيل لنا إن الجراحة والرعاية التي تتلقاها في سدرة للطب تضاهي أعلى المعايير العالمية.”
وأضافت:
“من الطبيعي أن يتمنى كل والدين الأفضل لأطفالهما، ولم نكن لنحصل على مستشفى وفريق طبي أفضل، خاصة تحت إشراف جراحين متمرسين مثل الدكتور إيان بوبل والدكتور خالد الخرازي، بالإضافة إلى ممرضة الأعصاب كاثلين تيتا، التي أصبحت كأنها فرد من العائلة. ومنذ إجراء الجراحة، لم نعد نقلق بشأن النوبات، وابنتنا الآن بصحة وسعادة. شكرًا لسدرة للطب ولمؤسسة قطر على إنشاء هذا المستشفى المتخصص في قطر. لقد غيرتم ليس فقط حياة ابنتنا، بل حياتنا نحن أيضًا!”
لقراءة قصة آلاء كاملة من وجهة نظر والدتها، اضغط هنا.
أما الحالة الثانية فكانت لفتاة تبلغ من العمر 12 عامًا، كانت تعاني من الصرع لعدة سنوات بسبب وجود ورم حميد في مقدمة الدماغ. ومع تكرار النوبات عدة مرات يوميًا، كانت معرضة دائمًا للإصابة. وقد تم تحويلها أيضًا للجراحة من خلال عيادة جراحة الصرع متعددة التخصصات في سدرة للطب.
أجريت العملية أيضًا على يد الدكتور بوبل والدكتور الخرازي، وشملت إزالة الورم والأنسجة المحيطة به. ومنذ الجراحة، بدأت حالة الطفلة في التحسن، حيث انخفض عدد النوبات، وبدأت في اتباع برنامج دوائي لإدارة حالتها. ويأمل الأطباء أن تتوقف نوباتها بشكل نهائي في المستقبل القريب.
مع إطلاق برنامج جراحة الصرع في سدرة للطب، بات بإمكان الأطفال في قطر والمنطقة الحصول على رعاية متقدمة باستخدام أحدث الأجهزة الطبية وفريق دولي من الخبراء القادرين على إجراء أكثر العمليات والتدخلات تعقيدًا، دون الحاجة للسفر إلى الخارج لتلقي العلاج.