مركز السدرة للطب يوسِّع نطاق خدمات مرضى الصرع من الأطفال

13 فبراير, 2019
الأخبار
مركز السدرة للطب يوسِّع نطاق خدمات مرضى الصرع من الأطفال

عضو مؤسسة قطر يطلق أحدث التكنولوجيات والخدمات الفريدة في المنطقة

الدوحة، قطر، 13 فبراير 2019: أطلق مركز السدرة للطب خدمات جديدة في تخصصات فرعية لطب أعصاب الأطفال وأدخل أحدث التكنولوجيات وشرع في إجراء دراسة بحثية سريرية لفهم وتطوير الرعاية والعلاج المقدَّمين للأطفال المصابين بالصرع.

لقد أنشأ قسم طب أعصاب الأطفال في سدرة للطب معملًا للاختبارات التشخيصية العصبية لتوفير خدمات تخطيط كهربية الدماغ لمرضى العيادات الخارجية وخدمات تخطيط كهربية الدماغ المنزلية المتنقلة، وذلك لقياس نشاط الدماغ وتقييم الأطفال المشتبه في إصابتهم بالصرع أو من تأكدت إصابتهم. وأقيمت أيضًا وحدة لمراقبة الصرع مخصصة للمرضى الداخليين من الأطفال. وتوفر وحدة مراقبة الصرع، الفريدة من نوعها في المنطقة والأولى في قطر، مراقبة متزامنة مصوَّرة لتخطيط كهربية الدماغ على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، وقد ساعدت الوحدة بالفعل في تشخيص حالة الكثير من الأطفال بدقة.

كما افتتح قسم طب الأعصاب عيادات جديدة في تخصصات فرعية، بما في ذلك عيادة التصلب الحدبي وعيادة الصداع وعيادة الصرع المركب وعيادة النظام الغذائي المولد للكيتون وعيادة فرط التوتر التشنجي. وتستكشف العيادات جميع خيارات العلاج الممكنة، بدءًا من الطرق المحافظة غير الباضعة قبل التفكير في إجراءات جراحات الأعصاب.

من جهته قال د. خالد زامل، رئيس قسم طب أعصاب الأطفال في سدرة للطب، “إن طاقم عمل طب الأعصاب عالمي المستوى والتكنولوجيا المتطورة التي تميّز سدرة للطب قد سمحا لنا بتقديم الرعاية للمرضى بطريقة أكثر تكاملًا. لقد كان لدينا العديد من الأطفال الذين تحولت حياتهم بسبب تطبيقنا لمبادرات رعاية أمراض الأعصاب التي تركز على المريض والأسرة. على سبيل المثال، بفضل خدمة تخطيط كهربية الدماغ المتنقلة، يمكن مراقبة حالة العديد من مرضانا من الأطفال في المنزل مع ضمان نفس مستوى العلاج والرعاية دون الحاجة إلى وجودهم في المستشفى”.

منذ إطلاق خدمات وحدة مراقبة الصرع وتخطيط كهربية الدماغ، رأينا العديد من الحالات الناجحة للمرضى في سدرة للطب، ومن بين تلك الحالات:

  • محمد: طفل عمره 11 عامًا كان يتعرض بشكل متكرر لنوبات اضطراب سلوكي غير معلوم السبب، وهو ما أثر على أنشطته الاجتماعية بما في ذلك أدائه في المدرسة. دخل محمد وحدة مراقبة الصرع في سدرة للطب ووُضع تحت المراقبة حيث سُجلت نوباته. وساعدت هذه الملاحظة في تحديد أن محمد كان يعاني بالفعل من نوبات الصرع التشنجية. وقد وُصف له على الفور أدوية مضادة للصرع وتعافى تمامًا من الأعراض التي كان يعاني منها.
  • عبد الرحمن: طفل عمره 9 أعوام كان لديه تاريخ من الإصابة بنوبات متكررة غير معلومة السبب خاصة أثناء نومه. وُضعت أقطاب على رأسه وثُبت فيها أحد أجهزة تخطيط كهربية الدماغ المتنقلة مما سمح بتسجيل نشاط دماغه لثلاثة أيام متتالية أثناء وجوده في المنزل. أكّد هذا التقييم أن النوبات التي كان يعاني منها كانت نوبات تشنجية بالفعل. ووُصف له دواء جديد ساعد في السيطرة على حالته.
  • كلثوم: طفلة عمرها 13 عامًا تعاني من نوبات متكررة غير معتادة كانت تحدث بشكل يومي. كانت حركة الجسم لديها تحفز النوبات التي تعاني منها. وقد بدأت كلثوم في تلقي علاج أدى إلى السيطرة الكاملة على النوبات التي تعاني منها. من المثير للاهتمام بشكل أكبر أن الاختبارات الجينية في سدرة للطب كشفت عن وجود طفرة نادرة فسّرت حالتها، بالإضافة إلى تاريخ المرض لدى أسرتها.

وفقًا لإجماع منظمة الصحة العالمية عام 2017، فإن الصرع هو إحدى المشكلات العصبية الأكثر شيوعًا، حيث يتراوح معدل انتشاره في العالم بين 4 و10 أشخاص من بين كل 1000 شخص. وعلى الرغم من ارتفاع معدل انتشار صرع الطفولة في المنطقة العربية، يوجد حاليًا عدد محدود من مصادر المعلومات الدقيقة حول المرض. ويمكن أن يؤدي هذا النقص في البيانات إلى خطأ في التشخيص، مما يحمل في طياته الوصمة والتهميش الاجتماعيين والقيود المفروضة على نمط الحياة بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة للأدوية الموصوفة بشكل غير دقيق.

بالإضافة إلى الخدمات السريرية المقدَّمة حاليًا، يُجري قسم طب أعصاب الأطفال أبحاثًا ستعمّق من فهم بيئة صرع الطفولة في قطر وستتيح اتباع نهج مخصص لعلاج المرض المزمن.

من جانبها تقول د. روبا بينيني، الطبيبة المعالجة والباحثة الرئيسية في هذه الدراسة البحثية: “لقد كان فريق طب أعصاب الأطفال المتخصص لدينا في سدرة للطب يجمع بيانات من مصادر مختلفة بما في ذلك وحدة مراقبة الصرع ومعمل الاختبارات التشخيصية العصبية للحصول على صورة أدق عن مرض صرع الطفولة هنا في قطر. لذا، ستكون هذه البيانات البحثية ذات قيمة كبيرة حيث ستساعدنا على فهم أسباب المرض وشدته على نحو صحيح، بما في ذلك تأثير العوامل الجينية. ولن يكون هذا الأمر ضروريًا في تحسين العلاج الملائم لكل حالة من حالات الأطفال المصابين في قطر فحسب بل وفي باقي أنحاء العالم العربي أيضًا”.