سدرة للطب ينقذ حياة طفل مصاب بالقيلة السُرّية (الفتق السُرّي)

الأخبار

يواصل عضو مؤسسة قطر تقديم الرعاية الرائدة للأطفال في قطر

كانت برانكا حاملاً في أسبوعها الرابع عشر عندما قررت زيارة سدرة للطب للحصول على رأي ثانٍ في الموجات فوق الصوتية من فريق طب الأم والجنين.

قالت برانكا "كانت تلك فترة عصيبة بالنسبة لنا لأنه كان حملي الأول، ففي المسح المقطعي الأول الذي أجريته في الأسبوع الثاني عشر من الحمل في إحدى العيادات، تبين أن الجنين يعاني من عيب كبير في جدار البطن يُعرف باسم القيلة السُرّية. هذا يعني أن أمعاءه وكبده وأعضاء أخرى من جسمه كانت ملتصقة خارج البطن في كيس. لم تكن العيادة تمتلك الخبرة الكافية لتقديم المشورة بشأن الخطوات التالية المتعلقة بالأطفال الذين يولدون بهذه الحالة".

"سرعان ما تحولت سعادتنا إلى خوف وقلق من عدم قدرتنا على فهم الآفاق المستقبلية لحملي. قررنا زيارة سدرة للطب بعد سماع الكثير عن الخدمات الممتازة التي يقدمها في مجال طب الأجنّة وطب الأطفال. كان لدينا أمل في أن يتمكن أطباء سدرة من تقديم إجابات وافية لأسئلتنا"، تابعت برانكا.

sidra medicine baby mikhail and branca

خلال الاستشارات في سدرة للطب، التقى فريق متعدد التخصصات مؤلف من أطباء الأم والجنين وطب الأطفال حديثي الولادة وجراحة الأطفال، مع برانكا وزوجها لمناقشة الخيارات المتاحة فيما يتعلق بحالة طفلها والرعاية التي يمكن أن يحصل عليها في سدرة للطب.

قالت برانكا "أتذكر بوضوح الدفء والدعم والإيجابية التي قدمها لنا فريق المتخصصين بأكمله خلال اجتماعنا الأول. لقد أعطونا الأمل في استمرارية الحمل، وأكدوا قدرتهم على تقديم الرعاية المناسبة بعد الولادة".

Professor Karim Kalache

قال البروفسور كريم كلش، رئيس قسم الأم والجنين في سدرة للطب: "القيلة الُسرّية هي حالة نادرة تصيب 1 من أصل كل 5000 مولود. تعامل سدرة للطب مع العديد من هذه الحالات في قطر، وكنا مؤهلين جيداً لإرشاد الوالدين خلال عملية العلاج والرعاية. من الأهمية بمكان تحديد حجم الضرر على الطفل، والأعضاء المتأثرة، واستبعاد الحالات الشاذة المصاحبة. من المهم أيضاً اطلاع الوالدين على مخاطر وفرص الرعاية الشخصية والعلاج المتاحة. ناقشنا مجموعة واسعة من النتائج للتأكد من قدرة برانكا وزوجها على اتخاذ قرار مستنير فيما يتعلق ببرنامج الولادة والرعاية".

بعد مراقبة منتظمة لكل من الأم والطفل، أنجبت برانكا الطفل ميكيل بعملية قيصرية خططنا لها في سدرة للطب في الخامس من مارس 2019. كان هناك فريق من المتخصصين على أهبة الاستعداد لضمان حصول ميكيل على الرعاية الطبية الفورية بمجرد ولادته.

"في اللحظة التي وُلد فيها طفلي، قفز قلبي من الفرح لسماع صرخته الصغيرة. لقد خرج حياً ويتنفس لوحده، دون الحاجة لأي دعم تنفسي. كان هذا أول إنجاز كبير له. يُعدُّ الانتقال من التنفس داخل الرحم إلى الهواء الطبيعي دون أي دعم تنفسي معجزة كبيرة في حالته، لأن معظم الأطفال الذين يولدون بقيلة سُرّية يحتاجون إلى دعم للتنفس بسبب الضغط على رئتيهم. أطلقنا عليه اسم ميكيل، وقد أثبت منذ اللحظة الأولى أنه محارب شجاع. كنا نعلم أننا سنكون في أيد أمينة في سدرة للطب، وشعرنا بالدعم في كل مرحلة من مراحل هذه الرحلة"، تابعت برانكا.

Dr Guy Brisseau

قال الدكتور غي بريسو، كبير الأطباء المعالجين في الجراحة العامة وجراحة الصدر في سدرة للطب: "يمكن أن يعاني الأطفال المولودون مع القيلة السُرّية أحياناً من مشاكل في القلب والعمود الفقري والرئتين بالإضافة إلى الجهاز الهضمي. بعد ولادة ميكيل، خضع لفحص شامل وبمجرد أن تم التأكد من عدم تعرضه لخطر الإصابة بأمراض أخرى -باستثناء القيلة السُرّية الكبيرة- قررنا أن نترك جلد بطنه ينمو حتى يبلغ العامين أو ثلاثة أعوام من العمر. يُطلق على هذه الطريقة اسم تقنية "الطلاء والانتظار"، ومن شأنها أن تساعد في تكوين الجلد فوق الكيس الرقيق، مما يسمح للبطن بالنمو والتمدد بما يكفي قبل الجراحة. تطلب إصلاح البطن أن تتم عملية الرعاية والعلاج على مراحل".

هناك العديد من الضمادات المختلفة المتوفرة "لطلاء" الكيس الرقيق لحمايته من التلف والبكتيريا. قررنا أيضاً استخدام تقنية جديدة / قديمة هي ضمادات العسل. يستخدم العسل الطبي مكونات طبيعية من العسل لحماية الكيس الرقيق، بينما ننتظر نمو الجلد وحماية الكيس. العسل الطبي ليس له آثار جانبية كالضمادات السابقة".

تم إدخال ميكيل إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة للطب، لأن حالته تتطلب إشرافاً مستمراً، خاصة أثناء أوقات التغذية، حيث كانت أمعاءه خارج جسمه جزئياً.

Charlotte Tscherning

قالت الدكتورة شارلوت تشيرنينغ، رئيس وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة للطب: "بقي ميكيل في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة لمدة شهرين تقريباً. تُعد تغذية الأطفال المصابين بالقيلة السُرية تحدياً صعباً، وهي تتطلب خبرة تخصصية. من أجل دعم نموه، تم إدخال الغذاء إلى جسمه من خلال خط وريدي مركزي في الدم (تغذية وريدية). تألف غذاء ميكيل من الحليب فقط في عمر الشهر، بُدء بضخ الحليب ببطء وزيادته بشكلٍ تدريجي. تتطلب إدارة هذه الحالة دقة كبيرة وهي حرجة وصعبة، حيث يمكن أن تحدث العديد من المضاعفات. بالتعاون الوثيق مع الفريق الجراحي، تمكن فريق وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة من دعم نمو ميكيل وإخراجه من المستشفى بأمان. نحن سعداء جداً برؤية التقدم الذي حققه ميكيل، وأود أن أعرب عن تقديري لفريق وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة الذي يعمل على مدار الساعة لمساعدة الأطفال حديثي الولادة مثل ميكيل في رحلة رعايتهم وتعافيهم".

قالت برانكا: "طوال فترة إقامة ميكيل في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، كنا نتلقى الكثير من الدعم النفسي. حين تكونين أماً لطفل موجود في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، فأنت تفكرين دوماً بالآلام التي يتعرض لها طفلك، وهذا يؤثر كثيراً على نفسيتك. لقد تأثرت جداً حين احتفل الفريق الطبي بعيد الأم وقدم هدايا صغيرة لجميع أمهات الأطفال الموجودين في وحدة العناية المركزة. كانت الهدايا مدروسة للغاية ومطمئنة وكأنها ترسل رسالة إلى الأم مفادها أنه بغض النظر عن كيفية ولادة طفلك ومهما كانت حالته، فأنت ما زلت الأم القوية. كانت إقامة ميكيل في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة رائعة، إذ تلقى أفضل رعاية من الممرضات والأطباء واختصاصيي النطق والأخصائيين المهنيين المدرَّبين في وحدة العناية المركزة. لقد قدموا لميكيل ولنا العلاج والدعم الشامل. كآباء تعلمنا الكثير ونضجنا كثيراً أثناء إقامتنا".

مكث ميكيل في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة للطب مدة شهرين ونصف تقريباً، خرج بعدها من المستشفى. بفضل نظام الأدوية والعناية الجيدة بالبشرة والتغذية، تحسنت صحته. لكن في يوليو 2020، خلال ذروة انتشار فيروس كوفيد-19، تم نقل ميكيل إلى قسم طوارئ الأطفال في سدرة، حيث بدأ يتقيأ بشكل غير متوقع سوائل سوداء مخضرة.

أكد الفحص المعدي المعوي أن ميكيل أصيب بانسداد في أمعائه، يُعرف باسم الفتق الجنيني، وهو شذوذ خلقي نادر تصبح فيه أمعاء الطفل الدقيقة محاصرة. كانت هناك ضرورة لمعالجة الحالة، التي يُحتمل أن تكون مهددة للحياة، على الفور. خضع ميكيل لعملية جراحية طارئة لإصلاح انسداد الأمعاء. استغرقت هذه الجراحة ثلاث ساعات وشارك فيها فريق مؤلف من جراحَين وثلاثة أطباء تخدير وثلاث ممرضات. نظراً للحاجة إلى الجراحة الطارئة، قرر الجراحون إغلاق عضلة بطنه وإصلاح القيلة السُرية في الوقت نفسه.

Mikhail

حققت الجراحة نجاحاً كبيراً، إذ قام الجراحون بتصحيح الفتق وإغلاق عيب البطن دون استخدام أي شبكة. بعد أن أمضى ثمانية أيام في وحدة وطابق العناية المركزة للأطفال، أُعيد ميكيل إلى المنزل وتعافى في غضون شهرين. لا يزال الطفل يزور سدرة للطب بشكلٍ دوري لإجراء بعض الفحوصات الطبية.

"اليوم، إذا شاهدتم ميكيل، ترون فتىً صغيراً ثرثاراً مرحاً إيجابياً. لا أحد يستطيع أن يصدق أن بطلنا الصغير قد مرَّ بكل هذه المعاناة. نحن والدان فخوران بهذا الطفل الصغير الشجاع! لقد علمنا الكثير من دروس الحياة التي سنعتز بها إلى الأبد. نحن ممتنون للغاية للفريق الرائع في سدرة للطب". قال والدا ميكيل.