قسم الأبحاث في سدرة للطب ينشر دراسة عن الأجسام المضادة لعدوى فيروس كورونا

الأخبار

دراسة من إعداد عضو مؤسسة قطر، يمكن أن تساعد في تصميم اللقاح وتطوير علاجات بالأجسام المضادة للفيروسات.

الدوحة، قطر - نشر فريق من باحثي سدرة للطب دراسة حول استجابات الأجسام المضادة للفيروسات التاجية  المسببة ل"نزلات البرد". شملت الدراسة أكثر من ألف شخص، ونُشرت في عدد 22 فبراير من مجلة  JCI Insight وهي مجلة طبية خاضعة لمراجعة النظراء.

يقول الدكتور نيكو مار وهو الباحث الرئيسي وقائد المجموعة التي أشرفت على الدراسة في سدرة للطب: "تلعب الأجسام المضادة دوراً مهماً في دفاع الجسم البشري ضد الأمراض المعدية، مثل كوفيد -19. تنتقل الأجسام المضادة عن طريق الدم وسوائل الجسم الأخرى. وهي قادرة على أن تتعرف على الميكروبات التي تغزو أجسامنا وتشلَّها. يُطلق على المواقع التي تتعرف عليها هذه الأجسام اسم "الحواتم" (مواقع ارتباط الجسم المضاد على المستضد)، وهي تمثل حوالي سبعة * فقط من أصل عدة مئات من المكونات الأساسية التي تشكل البروتين الميكروبي. من المهم أن ندرك أن "الحاتم" الذي ترتبط به هو جزء بالغ الأهمية، لأنه يحدد وظيفتها ودورها خلال مسار العدوى. هدفنا من دراسة الأجسام المضادة ضد الفيروسات التاجية الأربعة المسببة ل"نزلات البرد الشائعة" التي تصيب البشر بشكل متكرر، هو إلقاء الضوء على المناعة ضد الفيروسات التاجية التي تصيب البشر بشكل عام".

Dr. Nico Marr

استطاع فريق البحث في سدرة للطب، باستخدام أحدث التقنيات العالمية، أن يعرف ما إذا كانت هناك أجسام مضادة للفيروس التاجي لدى كل شخص خاضع للدراسة، ومكان ارتباط هذه الأجسام بجزيئات فيروس كورونا. وقد ساعد هذا الاكتشاف في تحديد اختلافات مهمة بين الأطفال والبالغين.

يتابع الدكتور مار "ألقينا نظرة فاحصة على الأجسام المضادة لدى الأطفال وشاهدنا أجساماً مضادة ترتبط بدقة بأجزاء البروتينات الفيروسية المهمة جداً للفيروس، والتي تساعده في الدخول إلى الجسم وتسبب المرض. نعلم من دراسات أخرى أن الأجسام المضادة لا تكون دائماً مفيدة. في بعض الحالات، لا تسبب الأجسام المضادة ضرراً أو نفعاً للجسم، لاسيما حين تستهدف الجزء الخطأ من الفيروس. لكن في حالات أخرى، يمكن للأجسام المضادة أن تعزز المرض عن طريق تسريع العدوى الفيروسية أو عن طريق إعاقة مكونات جهاز المناعة للإنسان".

ومن النتائج الأخرى التي توصلت إليها الدراسة أن بعض الأجسام المضادة، خاصة تلك الموجودة عند الأطفال، تتمتع بخصائص تسمح لها بالارتباط ببروتينات الفيروسات التاجية الأكثر ضراوة، والتي يمكن أن تسبب السارس SARS ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS. يشير العلماء إلى هذه الخاصية للأجسام المضادة على أنها "تفاعلية متصالبة". قد يساعد هذا الاكتشاف في تفسير سبب تعرض الأطفال لأعراض أقل حدة عندما يصابون بفيروس كورونا أو بـ SARS-CoV-2.

أوضح الدكتور توشيف خان، زميل ما بعد الدكتوراه في سدرة للطب والمؤلف الأول للدراسة: "يمكن لمعرفة الأماكن الدقيقة التي تستهدف فيها الأجسام المضادة البروتينات الفيروسية، من الفيروسات التاجية المختلفة، أن تكون مفيدة في تصميم اللقاح وتطوير علاجات باستخدام الأجسام المضادة للفيروسات. يمكن أن يساعدنا هذا أيضاً على فهم احتمالات وتأثيرات الطفرات في مواقع محددة من الجينوم الفيروسي التي تؤدي إلى ظهور متغيرات جديدة من SARS-CoV-2، وهذا ما حدث بالفعل، وسيستمر حتماً في الحدوث في المستقبل".

ويتابع الدكتور خان "تشير مواقع ربط الأجسام المضادة المتشابهة الموجودة في الفيروسات التاجية المختلفة، إلى أن المواقع لن تتغير بسرعة. وذلك لأن جزيئات الفيروس تحتاج إلى مواقع معينة للتفاعل مع بروتينات مضيفها البشري من أجل مضاعفة أرقامها، بينما يمكن لأجزاء أخرى من البروتينات الفيروسية التعامل مع الطفرات بسهولة أكبر. بعبارة أخرى، يمكن أن تساعدنا هذه الأفكار في العثور على كعب أخيل (نقطة ضعف) الفيروسات التاجية، حتى نكون أكثر استعداداً للمتغيرات الجديدة في السلالات المنتشرة حالياً، وحتى الفيروسات التاجية الناشئة حديثاً".

يقول الدكتور خالد فخرو، كبير مسؤولي الأبحاث في سدرة للطب: "هذه الدراسة هي عرض واضح لكيفية تمكين منصات وتقنيات البحث من التحقيق في بيولوجيا مضيف الفيروس بمثل هذه الدقة العالية، وهي تقدم حلولاً ورؤى تتعلق بالوباء الحالي وغيره من الفيروسات التاجية الأخرى عموماً.  يلتزم سدرة للطب، انطلاقاً من موقعه كمركز طبي أكاديمي، بإجراء أبحاث تُعنى بالرعاية السريرية كجزء من برنامج الطب الدقيق المستمر، والذي لا يكتفي بمساعدة المرضى في قطر على المدى القصير فحسب، بل سيكون له أيضاً تأثير عالمي طويل الأمد".